أفرزت نتائج الانتخابات العامة في المغرب يوم 8 من شتنبر الماضي، زلزالا سياسيا لدى ممثل الإسلاميين في المغرب والمشارك في السلطة منذ دستور 2011، حزب العدالة والتنمية، بسبب حصده 13 مقعدا نيابيا فقط بعد أن حاز الأغلبية خلال الولايتين التشريعيتين السابقتين. 

وأعقب الزلزال هزات متتالية في أوساط الحزب، كان أهمها استقالة الأمانة العامة برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني والدعوة إلى جمع عام استثنائي، فاز به الأمين العام للحزب السابق عبد الاله بنكيران قبل أن يبدأ. 

ورأى جل أعضاء الحزب في بنكيران المنقذ الأوحد من وحل أسقطوا فيه من لدن “المغضوب عليهم”، فالشخصية “الكاريزمية” اعتبرت بعد نكسة الثامن من شتنبر هي الاسم الوحيد القادر على إعادة زخم حزب العدالة والتنمية المفقود. 

بنكيران عاد رغم أنه اعتبر واعتبر نفسه أيضا معتزلا للسياسة، خصوصا وأن مراقبين للشأن السياسي المغربي رأوا في المعاش المخصص له، إثر فشله في تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2016، إيذانا أو إخبارا بضرورة عدم الدخول مرة أخرى في اللعبة السياسية. 

وخلال الحملة الانتخابية السابقة للاستحقاقات الانتخابية الأخيرة الرسمية وغيرها، كان ظهور عبد الاله بنكيران نادرا لعدة أسباب أبرزها خلافاته الشديدة مع رئيس الحكومة آنذاك سعد الدين العثماني، حيث خرج غير ما مرة ببيانات مكتوبة بخط اليد يهدد فيها بتجميد عضويته بالحزب بسبب ما سماه سوء إدارة الأمانة العامة لمرحلة ما قبل الانتخابات. 

ورغم الظهور النادر له عبر صفحته بمنصة التواصل الاجتماعي فايسبوك، إلا أن “لايفاته” شوهدت من الآلاف في ذروة الحملة الانتخابية في وقت كان تتبع المواطنين لحلفائه وخصومه السياسيين ضعيفا، ما أثبت أن “كاريزما” عبد الاله بنكيران لم تأفل بعد. 

وفي مقارنة بين بنكيران والعثماني، قالت “الباييس” إن الأخير لا يفتقر إلى جاذبية بنكيران فحسب، بل إن بروزه كان بسبب “قبوله الكامل لشعارات القصر الملكي” حسب تعبيرها. 

وقالت الصحيفة إن ذلك تجلى في توقيع العثماني خارطة الطريق الجديدة مع إسرائيل، عندما قرر القصر دجنبر الماضي تطبيع العلاقات مع تل أبيب، في نفس الوقت الذي اعترفت فيه الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء.

وأكد التقرير على أن رئيس الحكومة قام بالتوقيع على الرغم من أنه وحزبه عارضوا دائمًا التطبيع مع إسرائيل، ما جعله تحت طائلة انتقاذات أعضاء حزبه وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. 

بيد أن بنكيران، تقول الصحيفة، خرج بتصريحات من خارج الحكومة يدعم كلا من الملك محمد السادس وسعد الدين العثماني، معلناً أنه يجب إعطاء الأولوية لمصالح الدولة على مصالح الحزب، ليتغلب حزب العدالة والتنمية بهذه التصريحات، تشير الصحيفة، على الأزمة دون أن يتشقق في انتظار رد فعل الناخبين يوم الانتخابات. 

وإبان فوزه بانتخابات “البيجيدي” بسهولة، ورغم ما شكله هذا الفوز من ردود فعل دولية قبل الوطنية، إلا أن بنكيران اختار هذه المرة حسب تصريحاته وتصريحات مقربيه التوازي مع نتائج حزبه في الانتخابات وممارسة المعارضة الناعمة، إذ كان يعرف عن اليساري السابق، خصوصا في مرحلة ما قبل وصول حزبه للسلطة، عدم سكوته أو إغفاله لأي هفوة حكومية وغير حكومية. 

ووصف مراقبون هذا الهدوء الحالي بالسابق للعاصفة، مؤكدين أن بنكيران داهية سياسية يقدر حجم حزبه الحالي ومعتبرين أن أي مغامرة واسعة النطاق لابن كيران في الوقت الحالي ستكون بمثابة ضربة مقصلة على رأسه، مشددين أن عودة بنكيران الحقيقية ستكون قبل انتخابات 2026.

The post سياسي السنة: عبد الإله ابن كيران.. “داهية السياسة” الذي يظهر ويختفي appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.