رغم تغير لهجة ممثلي البلدين حول العلاقات الثنائية في نهاية شهر غشت، خاصة بعد خطاب الملك محمد السادس في ذكرى ثورة الملك والشعب، الذي دعا إلى افتتاح مرحلة جديدة غير مسبوقة” في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، بعد ثلاثة أشهر من بداية أزمة دخول إبراهيم غالي إلى إسبانيا للعلاج بهوية مزورة، تظهر المعطيات أن الركود الدبلوماسي هو سيد الموقف.
ومنذ أسابيع، ينتظر أن يتم انعقاد أول لقاء رسمي بين وزير الخارجة المغربية ناصر بوريطة مع نظيره الإسبانية خوسي مانويل ألباريس بعد الخطاب الملكي، وإثر الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بيد أن أطوار محاكمة وزيرة الخارجية السابقة غونزاليس لايا، والتي لمحت خلالها بأن قرار إدخال غالي جاء من مؤسسة عليا، تظهر جليا أن مسيرة المصالحة الإسبانية المغربية “راكدة”.
وذكرت تقارير إسبانية في هذا الصدد، أن العامل “إكس” في هذه القضية هو بيدرو سانشيز رئيس الحكومة، إذ أن قرارا بهذا الحجم لا يمكن أن يصدر من وزيرة الخارجية وحدها، وقد دافع سانشيز يوم الخميس الماضي عن لايا (بعد إعفائها قبل أشهر)، معتبرا أن محاكمة وزيرته السابقة هي “ثانوية” وأن إدخال زعيم البوليساريو جاء بطريقة قانونية.
وكان ألباريس في خطابه العلني الأول، قد أعلن أن أولويته هي “تقوية العلاقات مع المغرب، الصديق العظيم والجار للجنوب”، وأكد ألباريس في 6 أكتوبر أن “كل الإشارات” القادمة من المغرب “جيدة”، رغم أنه تجنب تحديد موعد عودة العلاقات الكاملة.
وعاشت العلاقات المغربية الإسبانية قبل وصول غالي إلى إسبانيا، وقتا عصيبا، فبعد إعلان ترامب اعتراف إدارته بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية للمملكة دجنبر 2020، وهو قرار لم يلغه الرئيس الحالي جو بايدن، حيث قرر المغرب إثر ذلك تعليق اجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب خلال نفس الشهر.
وكان من المقرر أن يصل بيدرو سانشيز للمغرب في زيارة رسمية نهاية العام الماضي، لكن الموقف السلبي المقدم من الحكومة الإسبانية بعد الاعتراف الأمريكي، أدخل العلاقات بين الرباط ومدريد في أزمة غير مسبوقة تفجرت بعد ذلك بخمس أشهر بسبب قضية غالي.
The post العلاقات المغربية الإسبانية..ركود مستمر وبرود قاس رغم “جمالية” التصريحات appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.
0 تعليق