قالت صحيفة “البابيس” الإسبانية إن الإسلاميين في حزب العدالة والتنمية في المغرب يطمحون إلى ولاية ثالثة، على الرغم من مرورهم بأسوأ لحظاتهم، عبر انتخابات تشريعية وجهوية وجماعية تجرى يوم الأربعاء، بعد 10 سنوات من حكم حزب العدالة والتنمية. 

وأشارت الصحيفة الإسبانية في تقرير مطول حول الانتخابات المقبلة في المغرب، إلى أن البرلمان (مجلس النواب) سيخرج أكثر انقساما مما هو عليه الآن، بفعل قانون انتخابي أقرته وزارة الداخلية هذا العام (القاسم الانتخابي). 

 وذكرت” الباييس” أن القانون الجديد يضر بشكل خاص بإسلاميي حزب العدالة والتنمية، حيث أن القاسم الانتخابي الجديد، يجعل الفوز بأكثر من مقعد في الدائرة الانتخابية الواحدة، أمرا يكاد يكون مستحيلا.

وأوردت “الباييس” بأن الترقب كبير حول ما إذا كان إسلاميو حزب العدالة والتنمية، الذين وصلوا إلى السلطة في عام 2011 ويمرون بأسوأ لحظاتهم، سيستمرون في قيادة الحكومة.

وأضافت أن الاهتمام سينصب حول معرفة ما إذا كان بإمكانهم الحفاظ على رؤساء جماعات المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء والرباط وطنجة ومراكش وأكادير وفاس ومكناس، وعشرات الجماعات الأخرى متوسطة الحجم.

وفي ذات الصدد، قال التقرير إن حزب العدالة والتنمية تعرض لانتقاذات شديدة بسبب إدارته المحلية، ولم يتمكن هذه المرة من تقديم سوى 8681 مرشحًا محليًا، مقارنة بأكثر من 16000 قدمها في عام 2016. 

وأضاف التقرير أن الحزب قد يخسر ما يقرب من نصف مرشحيه مقارنة بالانتخابات الماضية، مما يعني أنه فقد أيضًا القدرة على التعبئة، في وقت تسعى الأطراف الأخرى للسيطرة على المناطق والمدن الكبرى، كونها كما تشير الصحيفة، أماكن تكون أحيانًا أكثر أهمية من بعض الوزارات. 

ونبهت الجريدة الإسبانية إلى أن حزب العدالة والتنمية وبعد 10 سنوات في السلطة، “لم يشتبه فيه في أي قضية فساد طول فترة حكمه”، وهو أمر يعني الكثير في المغرب، تضيف “الباييس”. 

وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن هذا العامل ساهم في حصول حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية لعام 2016 على 125 نائباً من أصل 395 من المجموع، أي 18 مقعداً أكثر مما حققه في الانتخابات التشريعية لعام 2011. 

واستطردت “الباييس” قائلة إن هذا الفوز لم يكن شفيعا للسياسي “الأكثر كاريزمية” في البلاد والأمين العام للحزب آنذاك، عبد الإله بنكيران، لتشكيل حكومة إئتلافية مع باقي الأحزاب، ليعفيه الملك محمد السادس بعد ستة أشهر من فوزه في الانتخابات ويعين مكانه سعد الدين العثماني الذي شغل حتى الآن منصب رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية.

وفي مقارنة بين بنكيران والعثماني، قالت “الباييس” إن الأخير لا يفتقر إلى جاذبية بنكيران فحسب، بل إن بروزه كان بسبب “قبوله الكامل لشعارات القصر الملكي” حسب تعبيرها. 

وقالت الصحيفة إن ذلك تجلى في توقيع العثماني خارطة الطريق الجديدة مع إسرائيل، عندما قرر القصر دجنبر الماضي تطبيع العلاقات مع تل أبيب، في نفس الوقت الذي اعترفت فيه الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء.

وأكد التقرير على أن رئيس الحكومة قام بالتوقيع على الرغم من أنه وحزبه عارضوا دائمًا التطبيع مع إسرائيل، ما جعله تحت طائلة انتقاذات أعضاء حزبه وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. 

بيد أن بنكيران، تقول الصحيفة، خرج بتصريحات من خارج الحكومة يدعم كلا من الملك محمد السادس وسعد الدين العثماني، معلناً أنه يجب إعطاء الأولوية لمصالح الدولة على مصالح الحزب، ليتغلب حزب العدالة والتنمية بهذه التصريحات، تشير الصحيفة، على الأزمة دون أن يتشقق في انتظار رد فعل الناخبين يوم الانتخابات. 

وذكر التقرير الصحفي الإسباني، أن من بين المنافسين الرئيسيين للإسلاميين، يبقى حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش وزير الفلاحة لمدة 14 عاما كرجل أعمال معروف، إضافة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يعتبر القوة الثانية في البرلمان.

وتتوقع الصحيفة في تقريرها أن يستحيل مع القاسم الانتخابي الجديد، أو على الأقل أن يكون من الصعب جدًا على أي حزب أن يتجاوز 100 مقعد (من إجمالي 395)، كما فعل كل من حزب العدالة والتنمية (125) وحزب الأصالة والمعاصرة (102) في عام 2016. 

ويرى التقرير أن هناك أربعة أحزاب يمكن أن تصل إلى 80 نائباً، وهي حزب العدالة والتنمية، حزب الأصالة والمعاصرة، حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال.

The post الباييس: هكذا يطمح إسلاميو العدالة والتنمية لولاية ثالثة في أسوء لحظاتهم appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.