شكلت سنة 2021 سنة اسثتنائية بامتياز، إذ عرفت إجراء ثلاث انتخابات دفعة واحدة، وأزاحت الاسلاميين من الحكومة، وأوصلت غريمه حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش، وهي السنة التي عرفت بروز ثلاثة أسماء عزيز أخنوش وعبد اللطيف وهبي، وفاطمة الزهراء المنصوري
أخنوش.. رجل أعمال بجبة السياسي
استطاع عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أن يكون إحدى أبرز الشخصيات التي طبعت سنة 2021، وذلك بعد أن قاد حزبه، التجمع الوطني للأحرار، إلى تصدر الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية، وهي الانتخابات التشريعية الثالثة بعد دستور 2011، والتي أزاحت الاسلاميين من الحكومة ورمت بهم إلى الرتبة الثامنة، بعد عشر سنوات من التسيير
مباشرة بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات التششريعية التي جرت شهر شتنبر الماضي، عين الملك محمد السادس، عزيز أخنوش رئيسا للحكومة، بعد حصول حزبه على 102 من المقاعد في الانتخابات التشريعية، وكلفه بتشكيل الحكومة، ليجلس على كرسي رئاسة الحكومة، بعدما شارك في ثلاث حكومات (حكومات عباس الفاسي، وعبد الإله ابن كيران، سعد الدين العثماني).
وخلق أخنوش الجدل طيلة السنة الماضية وأحدث تجاذبات بين مؤيديه، والذين يرون فيه رجل الأعمال الناجح القادر على إخراج المغرب من أزمته، فيما يرى فيه معارضون الرجل الذي يجمع المال بالسياسة، ويشكل خطرا على أركان الدولة.
هاجمه رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله ابن كيران عشية الانتخابات، قائلا “كيف يمكن للمواطنين أن يصوتوا على أخنوش ليكون رئيساً للحكومة وهو من تعرض لحملة المقاطعة؟ لقد كانت مقاطعة كاملة، ولكن بين عشية وضحاها أصبحوا يزفونه اليوم كعريس للحكومة المقبلة، قبل أن يعلق على تعيينه رئيسا للحكومة “أنا تحدثت عن عزيز أخنوش قبل هذا التعيين الملكي لكن الآن هناك قرار ملكي، وعندما يتحدث الملك أو يصدر قرارا فتعليقي هو انتهى الكلام”.
حليف عزيز أخنوش في الحكومة، عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وصف أخنوش برجل الدولة وأنه مرتاح للاشتغال معه، وذلك بعدما هاجمه لسنوات وتوعده بالتحالف مع العدالة والتنمية لإسقاطه، قبل أن يقبل يشكل معه الحكومة التي نال فيها حقيبة وزارة العدل، وأثنى الانسجام بين مكوناتها.
يقول وهبي “حينما عملت مع أخنوش في الحكومة، اكتشف كل واحد منا الآخر، وأصبح أخنوش صديقاً قريباً مني، وعلاقتنا جيدة جداً».
يضع أخنوش في صلب اهتماماته بناء الدولة الاجتماعية، من خلال تنزيل ورش الحماية الاجتماعية ودعم عدد من القطاعات الاجتماعية، إذ أكد خلال الجلسة الشهرية بمجلس النواب أنه لن يتردد إذا تطلب منا الإصلاح اتخاذ بعض القرارات التي قد تبدو مجحفة بالمنطق السياسي الضيق، لكنها في العمق قرارات ضرورية لتنزيل مشروع الدولة الاجتماعية.
تعرضت حكومة أخنوش لهزات سياسية أبرزها إعفاء وزير الصحة والحماية الاجتماعية نبيلة ارميلي، بعد 8 أيام من تعيينها كوزيرة، وهو الاعفاء الذي بررته ارميلي بالتفرغ لتسيير مدينة الدار البيضاء، والتي ترأس مجلسها الجماعي.
وهبي.. سياسي مثير للجدل
استطاع عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن يبوأ حزبه المكانة الثانية خلال الانتخابات التشريعية الماضية، وعمل نتذ انتخابه أمينا عاما للحزب على وضع مسافة مع الدولة وتصحيح مسار الحزب، والذي ظل لسنوات يوصف على أنه حزب السلطة.
ابن مدينة تارودانت، والذي تمرس على السياسة من خلال الانتماء لحزب الاتحاد الاشتراكي والطليعة، شخصية مثيرة للجدل سواء أثناء وجود حزبه بالمعارضة أو الأغلبية.
مواقف وتصريحات وهبي وعته تحت المجهر، خاصة حين أعلن وهو وزير للعدل أنه يعتزم رفع ملتمس إلى الملك محمد السادس بقصد العفو عن معتقلي حراك الريف، قبل أن يتراجع عن تصريحه، ثم اتخاذ قرار فرض الإدلاء بجواز التلقيح لولوج المحاكم، وهو القرار الذي لقي معارضة واسعة من قبل المحامين، في مواجهة زميلهم
أعلن خلال الحملة الانتخابية لانتخابات 8 شتنبر أنه لن يكون وزيرا في حكومة يرأسها حزب اخر، قبل أن يتراجع ويتولى حقيبة العدل في حكومة أخنوش بمبرر تشبث قواعد الحزب باستوزاره.
كما وجه وهبي انتقادات لاذعة لحزب التجمع الوطني للأحرار ولرئيسه عزيز أخنوش. لكنه عاد وتحالف مع أخنوش بعد ظهور نتائج الانتخابات.
فاطمة الزهراء المنصوري.. المرأة الحديدية في البام
تلتزم الصمت غالبا ابتسامتها لا تفارق وجهها، قيل عن مسارها الكثير، خاصة وأنتها تقلدت رئاسة المجلس الجماعي لمراكش في بداية الثلاثينيات من عمرها، كأول امرأة تقود المجلس الجماعي للمدينة، قبل أن تخسر الرئاسة لصالح البيجيدي، لتعود مرة أخرى لتصدر المشهد السياسي بمراكش من خلال العودة لرئاسة المجلس الجماعي، ووطنيا من خلال تقلدها لمنصب وزيرة التعمير والإسكان وسياسة المدينة.
استطاعت أن تحتل المنصب الثاني في حزب الأصالة ولمعاصرة من خلال رئاسة المجلس الوطني، وتعتبر المرأة الحديدية التي تستشار في كل كبيرة وصغيرة تهم تدبير شؤون الأصالة والمعاصرة.
انتخبت برلمانية لمدة عشر سنوات بمجلس النواب منذ 2011 إلى 2021، ليعاد انتخابها، قبل أن تستقيل بعد استوزارها.
The post أخنوش ووهبي والمنصوري.. ساسة تصدروا المشهد السياسي بالمغرب appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.
0 تعليق