خلفت الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة وتداعياتها نكبات وصدمات تعيش العملية السياسية الحالية على وقع نتائجهاه، وأبرزها نتائج حزب العدالة والتنمية غير المتوقعة في انحدارها، إضافة إلى صدمة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وكاتبه الأول إدريس لشكر بعد إخراجه من التحالف الحكومي إثر تحالف ثلاثي شكل المجلس الحكومي وجل المجالس الترابية.

وبالنسبة لنكبة العدالة والتنمية، فلم تكن تتمثل فقط في حيازتهم 13 مقعدا (أغلبها مقاعد جهوية خاصة بالنساء) فقط، بل في فقدانهم إدارة جميع المدن والحواضر الكبرى في المملكة، بعد أن كانت تعتبر مقالعهم الراسخة حتى قبل فوزهم بانتخابات 2011.

وجاءت الهزيمة النكراء حسب وصف قادة الحزب الإسلامي لها، تكملة لسلسة من “السقطات” وقع فيها الحزب وأعضائه خلال الولاية التشريعية الماضية، كما وصفها العديد من قياديي الحزب.

وتمثلت تلك السقطات في الانقسام البيّن في مكوناته والذي أججه الخلاف الواضح بين زعيميه سعد الدين العثماني وعبد الاله بنكيران، هذا الأخير كان احتج قبل أكثر من سنتين على قانون ما سمي “فرنسة التعليم” داعيا برلماني حزبه إلى التصويت ضده في وقت كانت تعليمات العثماني مضادة لهذه الدعوة.

سقطة أخرى وقعت فيها مبادئ الحزب ومكوناته، حسب قيادييه، تتمثل في توقيع سعد الدين العثماني بنفسه كرئيس للحكومة على معاهدة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ما مثل صدمة لخصوم الحزب قبل مريديه.

واعتبر “التطبيع” مع إسرائيل القطرة التي أفاضت كأس ترهلات الحزب خلال السنوات الأخيرة، ما دعا خبراء ومحللين سياسيين إلى استبعاد العدالة والتنمية من سباق الفوز بالانتخابات بيد أن قلائل توقعوا النتائج الهزيلة التي تحصل عليها.

وأرجع الحزب الإسلامي سبب تقهقر نتائجه، إلى الاستخدام الكبير لما سماه بالمال الانتخابي وشراء الذمم والأصوات، قبل وخلال الانتخابات، حيث انهالت بيانات واستنكارات من الحزب يشجب فيها الاستخدام “البشع” للمال، حسب وصفه.

ومع صدمة إخوان “البيجيدي” بعيد الانتخابات، صدم رفاق الحزب الاشتراكي للقوات الشعبية في ما سمي “طردا” من حضرة الفائز بالانتخابات حزب التجمع الوطني للأحرار وكذا رئيسه عزيز أخنوش.

وإثر تموقعه في المركز الرابع خلف أحزاب الأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، توقع الاشتراكيون وكان أولهم ادريس لشكر، البقاء في التحالف الحكومي مؤسسين هذا التوقع من عدم إمكانية إدخال حزب الأصالة والمعاصرة للتحالف كونه وقع مع العدالة والتنمية قبل الانتخابات وثيقة شراكة مستقبلية.

بيد أن “الحمامة” كان لها رأي آخر ومخططات أخرى، في خضم تشاور أخنوش مع رؤساء الأحزاب الحاصلة على مقاعد نيابية، إذ ظهر التجانس جليا بين أخنوش ووهبي رئيس “البام” فضلا عن ما سماه قياديو الأحرار والبام “التكامل والتطابق بين برنامجي الحزبين ومبادئيهما”.

ولوحظ بالعين المجردة قبل أي تحليل وقع الصدمة والغضب في آن في وجه إدريس لشكر، خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقائه بأخنوش، والذي ألمح فيه بتموقع حزب في خندق المعارضة، حتى قبل أن يعلن أخنوش ذلك.

وخلف عدم نجاح الحزب الاشتراكي في الدخول إلى التحالف الحكومي، صدمة لدى أعضائه وصلت إلى حد الدعوة إلى جمع عام استثنائي سينظم بعد أيام، المراد به الاطاحة بادريس لشكر، الذي حمله الرفاق المسؤولية الأكبر في عدم دخول الحزب إلى الحكومة.

The post نكسة السنة السياسية.. انحدار للعدالة والتنمية وصدمة لرفاق إدريس لشكر appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.