كشفت الناشطة مينة بوشكيوة أنها محنتها بدأت  مع الإسلام منذ كانت طفلة صغيرة بسبب أمرين أولهما، تمكين أسرتي لأخي البكر الذي يكبرني بسنتين، من جسدي وحرية لباسي وتفكيري وقراءاتي، قبل انضمامه للجماعات الإسلامية وبعدها حينما صار الأمر أكثر تشددا وقسوة وعنفا وحصارا”.

وأضافت قائلة “فقد أحرق أخي خزانة كتبي كاملة وكانت تضم أكثر من مئة كتاب جمعتها عبر سنوات مما كان يقتنيه والدي لي أو منا منحني ماله لأشتريه أو ماتلقيته من جوائز وهدايا من أساتذتي ثم ماتبقى من خزانة والدي الفرنسية التي تركتها أمي للإهمال فوق السطح أو السطو من إحدى القريبات”.

وتابعت “كنت بسن السادسة عشرة عندما أحرق الكتب، أخرجها جميعها من البيت وأنا بالثانوية، حملها رفقة أحد “إخوانه” بالجماعة ثم أولعوا بها نارًا أحرقت قلبي الصغير وكياني الهش الذي لم يكن يشترط على الحياة وعلى والديه سوى كتب تملأ فراغي ووحدتي وتأملي”.

ومضت تقول “وتاني الأمرين، هو الزجُّ بي عنوة في براثن تلك التنظيمات الإسلامية المغلقة والكئيبة والعنيفة، كان رأسي الصغير يسبح في ملكوت الرواية والشعر والمسرح والفن والفلسفة، بين فرض الحجاب على جسدي ومعه عقلي الذي أقيم عليه سدٌّ. حال بينه وبين طرح السؤال واحتضان كتاب آخر غير القرآن والسيرة والصحيحين وكتب سيد قطب والبنا والمودودي والغزالي وابن تيمية وغيرهم من رموز البؤس والشقاء الفكري والحجر على ملكة الإبداع والانطلاق والفكر الحر”.

وزادت قائلة “هكذا بدأت محنتي، وهي محنة نفذت منها بعد عذاب وأوجاع وآلام وعنف جسدي صاحب أيضا طقوس الخروج من الخرافة والحجر على عقلي الشاب، ..محنة ساهم فيها تشبثي بقراءة نفس الكتب التي أحرقها أخي وجماعته المتطرفة وساعدني في ذلك أستاذ الفلسفة بالثانوي، ولذا فأنا لاأستطيع اليوم مناقشة كتب ومراجع الدين الأهوج ومن يمثلها من أسماء طبعت ذاكرتي بطابع السواد والقتامة والحزن”.

The post مينة بوشكيوة: حينما أحرق أخي كتبي التي اشتراها لي والدي appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.