نشرت صحيفة الباييس يوم الأربعاء 11 غشت 2021 مقالا بعنوان: “الحصار المفروض على سبتة ومليلية المحتلتين يسرع وثيرة تقديم طلبات اللجوء

ويروي المقال قصة مغاربة في وضع غير قانوني محاصرين في المدينتين السليبتين، الذين يلجؤون إلى طلب الحماية الدولية من أجل الوصول إلى شبه الجزيرة الإبيرية.

كانت قصة هشام المغربي، البالغ من العمر 21 عامًا،عبارة عن ملحمة ليالي ينام فيها في الشارع، ومنع من الصعود على متن الباخرة في ميناء مليلية، إذ يملك فقط وثيقة تثبت وضعه كطالب لجوء. لكنه تمكن من الوصول إلى مدينة ألميريا، السبت الماضي، بعد أن حاول مغادرة المدينة المحتلة دون جدوى منذ أكثر من شهر.

واشتكى قائلا : “بدون جواز سفر لا يسمحوا لك بالسفر ” قبل صعوده على متن الطائرة بفضل مرافقته من طرف مجموعة من المتطوعين.

مثل هشام، بدأ مئات الأشخاص، معظمهم مغاربة محاصرين في سبتة ومليلية، منذ يونيو، تسجيل طلبات اللجوء في كلتا المدينتين بهدف الوصول إلى قارة أروبا.

يذكر أن المحكمة العليا في إسبانيا أقرت، منذ غشت 2020، وفي أحكام متتالية، حرية تنقل طالبي اللجوء عبر الأراضي الإسبانية عكس ما كان يطبق عليهم سابقًا، أي إجبارهم على البقاء في انتظار عمليات التنقيل التي كانت تنظمها وزارة الداخلية بشكل دوري والتي تم تعليقها لفترة طويلة خلال عام 2020.

على الرغم من التزام الحكومة الإسبانية بتعزيز مكاتب الثغرين المحتلين بمزيد من الموظفين الجدد، فالمشكلة تبقى هي نقص العاملين في مكتب اللجوء واللاجئين (OAR) المركزي في مدريد.

و شكل التأخير في الإجراءات ثغرة بيروقراطية يستغلها الأشخاص في وضع غير قانوني، إذ لا يرون أي بديل آخر بحيث لا يمكنهم العودة إلى المغرب عبر الحدود التي تشل مغلقة منذ مارس 2020 ، وبدون وثائق لا يمكنهم تسوية إقامتهم.

يحمي التشريع الإسباني إجراءات اللجوء، ويمنح تصريح إقامة بمثابة حماية دولية للأشخاص الذين يفرون من الاضطهاد أو الحرب أو أي تهديدات أخرى في بلدانهم الأصلية.

ومع ذلك، فإن عدم وجود موظفين في إدارة مكتب اللجوء إضافة إلى كمية الطلبات الواردة منذ عام 2018 قد حول المواعيد النهائية التي حددها القانون إلى إمكانية تحايل يلجأ له المهاجرون للوصول لأوروبا، إذ يجب قبول الطلبات ومعالجتها في أقل من شهر، وتعتبر مقبولة ضمنيا إذا تأخرت الإجابة اأكثر من شهر حينها يمكن لأي شخص قدم الطلب التنقل في جميع أنحاء الأراضي الإسبانية.

عبد اللطيف مغربي آخر يحتفظ في جيبه بالورقة التي طال انتظارها وفيها استدعاء لإضفاء الطابع الرسمي على عملية طلب اللجوء يقول: “في الوقت الحالي لدي مشكلة واحدة فقط، لو بقيت في المغرب سوف تكون لدي 20 مشكلة أخرى “.

الرجل كان  يعمل كمساعد  مسن منذ أكثر من 20 عامًا في مليلية السليبة، وكان يتوفر على عقد عمل كعابر للحدود ويتمتع بالضمان الاجتماعي.

وعندما أغلقت الحدود قرر البقاء، ولم يرد العودة إلى الناظور عندما أعادت الرباط فتح الحدود في أواخر عام 2020 للسماح لمواطنيها بالرجوع و فضل مواصلة العمل هذا القرار سمح له بإرسال احوالي 8000 يورو لزوجته إلى أن انتهت مدة صلاحية أوراقه.

في سبتة المحتلة لا يزال يونس يتردد بشأن فكرة طلب اللجوء أم لا لمغادرة المدينة، إذ يقول: “بصراحة، أخشى طلب هذا اللجوء ولا أعرف ما قد تكون العواقب “. دخل الفتى البالغ من العمر 21 عامًا إلى الثغر المحتل سباحة في ماي برفقة شقيقه البالغ من العمر 16 عامًا ، والذي أعيد إلى المغرب في أقل من 24 ساعة. ثم أوضح “إذا رفضوك (الطلب) فإنهم يطردونك ويعيدونك إلى المغرب وفي المغرب يعتقلونك بتهمة خيانة الوطن” على حد تصريحه.

حتى عام 2020 لم يكن بإمكان طالبي اللجوء في سبتة ومليلية السليبتين (وهما استثناء في منطقة شنغن الأوروبية) مغادرتهما. لكن جاءت أحكام المحكمة العليا التي تجبر على توقف السلطة عن إعاقة السفر بالباخرة أو بالطائرة و هذا بعد سنوات من التقاضي من قبل منظمات مثل اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين (CEAR) والخدمة اليسوعية للمهاجرين والتي انتهت بانتصرهم أمام القضاء و إلغاء الاستثناء الإداري الذي حال دون مغادرة المدينتين . في سبتة وحدها تمكن ما لا يقل عن 1230 شخصًا من معالجة طلب اللجوء منذ يونيو ،وفقًا لمندوبة الحكومة سلفادورا ماتيوس. أما في مليلية المحتلة فقد ازدادت الطلبات في أبريل بعد أن أصبح أكثر من مائة شخص في الشوارع بعد إغلاق ‘بلاصا دي طوروس” (حلبة مصارعة الثيران) التي كانت تؤيهم.

L’article صحيفة: حصار سبتة ومليلية المحتلتين يسرع وثيرة تقديم طلبات اللجوء est apparu en premier sur فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.