بعد أشهر من التوترات المتزايدة، والتصريحات الرسمية “السلبية” لمسؤولين في المغرب والجزائر، فضلا عن مناكفات إعلامية رسمية وغيرها من الجانبين، أعلنت الأخيرة الثلاثاء المنصرم، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية، مستشهدة بسلسلة من الحجج وصفها بلاغ رد الرباط على قرار الجزائر بـ”العبثية”.

وفي رد فعل على القرار الجزائري الأحادي، خرجت عدة منظمات إقليمية ودولية بالإضافة إلى دول عربية، ببيانات وتصريحات تأسفت من خلالها على الوضع الدبلوماسي الحاصل بين الجارين، واقترحت لعب دور الوساطة بينهما، الأمر الذي قالت المفوضية الأوروبية أمس الخميس “إنها مستعدة له في حال طلب الطرفان ذلك”.

وبعد 48 ساعة فقط من قرارها، عزز النظام الجزائري “سلبيا”، موقفه تجاه المملكة المغربية، عندما قرر إمداد الاتحاد الأوربي بالغاز عبر خط “ميدغاز” البحري الرابط بين وسط الجزائر وجنوب إسبانيا، في إشارة إلى تخليه عن الخط الرابط بين الجزائر وإسبانيا المار عبر الأراضي المغربية، وبهذا الخصوص يعتقد المحامي والمحلل السياسي صبري الحو أن الجزائر انتقلت عبر هذا القرار إلى المساس بالمصالح الاقتصادية للمغرب، متوقعا في تصريحات لموقع “فبراير” أن يشمل هذا المساس وقف الملاحة الجوية كليا بين الدولتين.

وأشار المحلل السياسي في تصريحاته لـ”فبراير” إلى أن الجزائر لن تمدد عقد خط أنبوب الغاز “المغرب العربي” المنتهي أكتوبر القادم، بعدما أعلمت إسبانيا والاتحاد الأوروبي أنها قادرة على إمدادهما بالغاز عبر الخط الجديد “ميدغاز” المدشن سنة 2009، مضيفا أن استراتيجية واعتقادات “قصر المرادية”، عبر دعم البوليساريو وإبقاء نزاع الصحراء المغربية مشتعلا من جهة، ومحاولة منع استفادة المملكة من حصص الغاز البالغة 800 مليون متر مكعب في السنة من جهة أخرى، تروم إفلاس المغرب ووقف مداخيل أرباحه من الغاز الجزائري المتوجهة إلى خزينة المملكة وكذا تلبية حاجياته من الغاز الطبيعي.

وعلاقة بالوضع الدبلوماسي الراهن، خرجت صحيفة “الباييس” الإسبانية اليوم الجمعة تحذر من أن الوضع في المنطقة المغاربية المشوب بأزمة سياسية داخلية خطيرة في تونس، وحالة من الحرب الأهلية الدورية في ليبيا، بالإضافة إلى الانهيار المؤسساتي في منطقة الساحل الغربي بإفريقيا، ازداد توترا بعد التدهور الخطير للعلاقات “الحساسة” بين الجزائر والمغرب، عززتها ،حسب تعبيرها، رغبة من الدولتين تولدت منذ عقود للهيمنة الإقليمية ،وذكرت “الباييس” في مقالها أن هذه التوترات المتصاعدة في المنطقة الجنوبية لإسبانيا والاتحاد الأوروبي، تثير قلقا بالغا في دوائر الحكم الأوروبية.

وتعليقا على هذه التوترات المتلاحقة قال صبري الحو في تصريحاته لـ”فبراير” إن الوضع في المنطقة خاصة بعد قطع الجزائر لعلاقاتها مع المغرب، يثير قلق الأمم المتحدة ومجموعة من الدول، بسبب ما تعيشه من وضع صحي ووبائي خطير، إضافة إلى الحالة السياسية والأمنية غير المستقرة في تونس وليبيا.

وأردف المحلل السياسي لـ”فبراير” قائلا إن النزاع الجديد أعطى منطقة شمال غرب إفريقيا وضعا “مترديا” و”مخيفا”، يثير قلق الاتحاد الأوروبي، فحسب تقارير الأمم المتحدة، يضيف الحو، فإن حالة عدم الاستقرار في جنوب البحر الأبيض المتوسط، تمس بطريقة مباشرة الأمن القومي والإقليمي لدول جنوب غرب أوروبا.

صبري الحو في تصريحاته لـ”فبراير” أكد على حق عواصم أوروبا الخشية على مصالحها الاقتصادية والاجتماعية خاصة في مسألة الهجرة، التي قال إن التحكم فيها منوط بالاستقرار في منطقة جنوب المتوسط، وأن الدول الأوروبية لا تستطيع دون مساعدة جيرانها الجنوبيين التصدي لمخاطرها، وهو الأمر الذي ظهر جليا في ارتفاع وتيرة الهجرة غير النظامية توازيا مع الأزمات الإقليمة، يضيف الحو.

L’article صبري الحولـ”فبراير”: استراتيجية النظام الجزائري تنبني على إفلاس المغرب est apparu en premier sur فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.