أثارت قضية “الجنس مقابل النقط” التي فجرتها طالبات، بجامعة كلية الحقوق بمدينة السطات، جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي حرك الرأي العام الدي تفاعل بشكل كبير مع التسريبات.

ومن بين من عقبوا على الموضوع، عضو حركة “معا”، الخبير الإقتصادي، زكرياء كارتي، الدي نشر مقالا للرأي عبر صفحته الفيسبوكية قال فيه إن ” القضية تحمل في طياتها أبعادا واشكالات عديدة قد تحتاج كل واحدة منها إلى مقال مفصل خاص بها، وأولاها نظام تقييم الطلبة ومصداقيته وثقافة الاستحقاق في الجامعات، وكذلك قدرة أو “رغبة” السلطات الجامعية في أخذ تحذيرات وشكايات عدد من الطلبة على محمل الجد. إن سيادة منطق الولاء إلى الانتماء إلى الجسم المهني كثقافة لا تخص التعليم العالي فقط بل تتعداه إلى كل المهن والاختصاصات، هو أحد مكابح سيادة القانون، وأهم العوامل المساعدة على شرعنة الممارسات اللاأخلاقية والتسلط في ممارسة السلطة المعرفية أو المهنية وغيرها من مظاهر الظلم المنتشر في أوساط الجامعات كعينة مبسطة من مجتمع مختل الموازين”.

وتابع كارتي، “إن قضية “الجنس مقابل النقاط” ليست إلا غيضا من فيض أو قمة جبل الجليد، فالاستغلال والانتهاك الجنسيين والتحرش الجنسي في الجامعة ومكان العمل (وذلك بشهادة الجمعيات النسائية والحقوقية) ظواهر منتشرة في المجتمع ومسكوت عنها، وذلك رغم تضمن القانون المغربي المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء (الذي دخل حيز التنفيذ في 2018) مقتضيات تعاقب على التحرش الجنسي في الفضاءات العمومية، وقد طبّع المجتمع مع هذه الممارسات وصارت مقبولة من الجميع لا يستهجنها سوى القليل، وعند تحريك المتابعات تتداخل الاعتبارات العائلية والمهنية ومصائر النافذين الممارسين لفعل الاستغلال الجنسي او التحرش، ويوضع هذا في كفة ترجح مصير ومسار المرأة ضحية الاستغلال وكرامتها”.

وأضاف الخبير في علم الاقتصاد، “لا يكمن المشكل في ثغرات القانون فقط، بل يتعداه إلى العراقيل العديدة التي تواجه ضحايا التحرش، خاصة صعوبة الاثبات ونظرة المجتمع. إن عدم تحلي النساء بالشجاعة الكافية لمشاركة قصص التحرش والاستغلال الجنسي من أجل إماطة اللثام عن معاناتهم من الاسباب التي تشجع الرجال على الاستمرار في التحرش الجنسي. إن أفضل وسيلة لمحاربة التحرش هو فضحه. نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى حركة اجتماعية نسائية مناهضة للتحرش، عابرة للطبقات الاجتماعية وفوق الايدولوجيات”.

واسترسل كارتي، “وإذا كانت دينامية محاربة التحرش الجنسي قد أطلقت مبادرات دولية متعددة، فإننا اليوم وأكثر من أي وقت سابق في حاجة ملحة لإطلاق ديناميتنا الحركية المغربية بهدف تحريك المياه الراكدة في مستنقع الفساد والاستغلال وكسر طابوهات موضوع ظل محاطا بالكتمان. إن مشاركة النساء لقصص التحرش خطوة أولى لكنها تبقى غير كافية للقضاء عليه. فمحاربة الظاهرة تحتاج الى مواكبة حقوقية وترافع مدني وسياسي، ومواكبة إعلامية وصحافة استقصاء حقيقية، وانخراط فعلي لكل هيئات المجتمع المدني، والأهم من كل هذا متابعة قانونية وقضائية صارمة (لتوفير حماية قانونية للنساء اللواتي يفضحن حالات التحرش وفي نفس الوقت ضمان أن لا تتحول محاربة التحرش إلى عملية تشهير وابتزاز وتصفية حسابات)”.

وختم الكارتي مقاله، بـ”إن الخوف هو أكبر عائق للتغيير وهو عدو الإصلاح الأول. فلنجعل من الشجاعة أساس الحرية والانعتاق، ولتكن حرية المرأة وتمكينها أساسا لبناء مجتمع قوي وحر”.

The post زكرياء كارتي: قضية “الجنس مقابل النقط” ليست إلا غيضا من فيض appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.