أعلنت مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد أنها ستنظم ندوة حول مستقبل الاتحاد الاشتراكي بعد مرور 30 سنة على وفاة قائده. وبمشاركة اسماء أغلبها قطعت علاقتها التنظيمية أو الميدانية أو السياسية مع الحزب، ومنها أعلن سابقا دعمه للتصويت لفائدة أحزاب أخرى. حنان رحاب عضوة المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي تقدم ملاحظاتها عن الندوة:

الملاحظة الأولى: أن أغلب المؤسسات التي تحمل أسماء قادة حزبيين لها علاقة تنظيمية بالحزب الذي كانوا يقودونه، أو لها علاقة دعم واحتضان حزبي مع وجود مسافة تدبيرية تضمن حدا من الاستقلالية والمبادرة، (مؤسسة بنسعيد ايت يدر، مؤسسة عزيز بلال، مؤسسة عبد الكريم الخطيب،، وغيرها)، غير أن الأمر مع مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد عكس ذلك، قد تم تقزيم دورها، لتتحول وتنزاح عن أهداف البدايات، فتحولت للأسف إلى مجرد منصة لا تظهر إلا في لحظات خلاف حزبي، لتؤازر توجها في موجهة توجه آخر، وإلا فليقدم لنا المسؤولون عنها جردا بمساهماتها البحثية والتأطيرية وإنتاجاتها المكتوبة منذ نشرها لمذكرات الزعيم عبد الرحيم بوعبيد التي كانت بحوزة عائلة فقيدنا الذي هو ملك لكل العائلة الاتحادية، بل كل العائلة التقدمية والوطنية.

الملاحظة الثانية: إن هذه الندوة تم استدعاء مرشحين للكتابة الأولى للحزب دون مرشحين آخرين، وأسماء تعلن عداءها للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ومؤسسة المكتب السياسي وللحزب، مما يعني أن الندوة وبالتالي المؤسسة تم تحويلها وتقزيمها في عهد محمد الأشعري إلى مجرد “شركة” تواصل، تقوم بحملة انتخابية لصالح مرشحين لقيادة الحزب.

الملاحظة الثالثة: أنه لنقاش موضوعي وعميق ومنتج على ضوء تقييم ثلاثين سنة الأخيرة من تاريخه، كما اقترح القائمون على النشاط كان ينبغي إما استدعاء باحثين وأكاديميين متمكنين من الأدوات المعرفية في التاريخ والسياسة والفكر، أو أسماء من الحزب من التي كانت فاعلة خلال محطات مفصلية عاشها الحزب منذ رحيل القائد عبر الرحيم بوعبيد، وليس بعض الأسماء التي لم تلتحق به إلا منذ أقل من عشر سنوات، ولم تقض فيه سوى خمس سنوات.. وأسماء غابت عن المحطات التي كان من المفروض ان تقف مع حزبها ومناضليه ومناضلاته والانتخابات الاخيرة أبسط نموذج.

الملاحظة الأخيرة: إذا احسنا الظن، واعتبرنا أن البادرة تهدف إلى فتح نقاش حقيقي بين وجهات النظر الموجودة داخل الحزب، ألم يكن من الأجدر استدعاء كل من تقدم بترشيح لقيادة الحزب، والكاتب الأول للحزب مادام في مرمى مدفعية من تم استدعاؤهم للندوة، وتنظيم لقاء على شكل مناظرة ستساعد القاعدة الاتحادية على سماع جميع الأصوات، علما أنهم يتهمون الكاتب الأول والمكتب السياسي بإقصاء المعارضين دون دليل، فيما هم يتهربون من مجرد نقاش أمام العموم، ويبحثون عن منصات للتهجم في غياب وجهة النظر الأخرى.

ختاما يحز في النفس، أن مؤسسة تحمل إسم أول كاتب أول للحزب بعد إعادة بنائه، يتم توظيفها في “حرب” صغيرة ضد الكاتب الأول للحزب حاليا، ويتم تقزيمها بهذا الشكل. إسم وذاكرة عبد الرحيم بوعبيد أسمى من هذه المناورات الصغيرة.

The post رحاب تقدم أربع ملاحظات حول ندوة مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.