نشرت صحيفة الباييس يوم الجمعة 13 غشت 2021 مقالا علميا حول محاربة السمنى المفرطة. و يوضح المقال نتائج دراسة لعملية الأيض خلال أربع مراحل في الحياة حيث اكتُشفت ضاهرة غير معروفة من قبل.

يذكر أن عملية الأيض أو التمثيل الغذائي أو أيضاً الاستقلاب هي مجموعة التفاعلات الكيميائية التي تحدث في خلايا الجسم لتحويل الغذاء إلى طاقة و قد بات يعتبر عذر شائع لتبرير زيادة الوزن حينما يفقد الجسم القدرة على حرق السعرات الحرارية.

ففي مقال نشر يومه الخميس في مجلة ساينس Science الرائدة علمياً نفى الباحثون هذا الاعتقاد وكشفو أن هذه القدرة تزداد بالفعل في السنة الأولى من العمر عندما يحتاج الجسم إلى إكمال نضجه لكنها تناقص حتى سن العشرين ثم تبقى مستقرة حتى سن الستين و بعده تتناقص تدريجيا.

الدراسة باحثها الرئيسي هو هيرمان بونتزر من جامعة ديوك (الولايات المتحدة الأمريكية) حصلت معلومات من 6500 شخص تتراوح أعمارهم بين 8 يوم و 95 عامًا. و بالإضافة إلى تحديد الفترات الأربع الأساسية لعملية التمثيل الغذائي فإنها تنهي أيضًا أسطورة جنسانية أخرى إذ حسب البحث “لا توجد فروق حقيقية بين معدلات التمثيل الغذائي لدى الرجال والنساء إذا كانت لديهم ظروف مماثلة”

يكشف البحث العلمي أن إجمالي إنفاق الطاقة اليومي يزداد بسرعة عند الرضيع ويصبح ضعف القيمة المتوسطة للبالغين لكنه بعد عام واحد يتناقص تدريجياً حتى يصل إلى مستويات تظل مستقرة بين 20 و 60 عامًا و هذا حتى أثناء الحمل لكن مع بلوغ الستين يتناقص حتى يصل إلى أدنى مستوياته في السنوات الأخيرة من العمر. و يضيف الباحث “هذه التغييرات تسلِّط الضوء على النمو البشري و سن الشيخوخة إذ تستطيع مساعدتنا في تفعيل استراتيجيات من أجل التغذية السليمة والصحة طوال الحياة”

أستاذة الطب في جامعة ويسكونسن “روزلين ماديسون” التي تدرس الشيخوخة عند الإنسان ساهمت بمقال يصاحب البحث ويركز على أهمية مراجعة الأفكار المعتقدة. وبهذا المعنى يؤكد “الأيض لا يتعلق فقط بالطاقة أو بكيفية تعامل الجسم مع الوقود الغذائي وتحويله إلى عملة طاقية قابلة للاستخدام إذ يشمل أيضًا التخليق الحيوي و التعديل وتبادل جميع جوانب الوظيفة الخلوية و يعمل كمستشعر أو مقياس ومنظم لها حيث يتم فرض متطلبات الطاقة للنشاط البدني على آلة متناسقة و متكاملة على نطاق واسع ”

صموئيل كلاين مدير مركز التغذية البشرية في كلية الطب بجامعة واشنطن والذي لم يشارك في الدراسة وضح لصحيفة “نيويورك تايمز” بتحليل بسيط ومفهوم كيف يفصل هذا البحث العلمي العلاقة بين زيادة الوزن و التمثيل الغذائي حيث قال ” عندما يتعلق الأمر بزيادة الوزن ، فإن المشكلة هي نفسها التي كانت دائمًا بمعنى الأشخاص يتناولون سعرات حرارية أكثر مما يحرقون “.

يشرح الباحث الأمريكي أنه في حالة الرضع فإنفاق الطاقة الأعلى لديهم يبدو مبررًا بالفعل لكن الدراسة كشفت عن شيء غير معروف سابقاً “بالطبع هم في طور النموّْ لكن بمجرد السيطرة على ذلك فإن إنفاقهم من الطاقة يرتفع أكثر مما قد يكون متوقع نضراً لحجمهم وتكوين جسمهم إذ يحدث شيء ما داخل خلايا الرضيع بجعلها أكثر نشاطًا و نحن ما زلنا لا نعرف ما هي هذه العمليات ” وفقًا لجامعة ديوك ، التي يعمل فيها المؤلف الرئيسي للدراسة ، “قد يفسر التمثيل الغذائي للرضع جزئيًا لماذا الأطفال الذين لا يأكلون بكفاية خلال فترة النمو لديهم أقل احتمالية للبقاء على قيد الحياة وأن يصبحون بالغين يتمتعون بصحة جيدة.

لا تغير فترة المراهقة ولا شهور الحمل بطئ تقدم عملية الأيض. و عند بلوغ 90 حولاَ فإننا نحتاج إلى سعرات حرارية أقل بنسبة 26 في المائة مقارنة بأربعين عامًا من قبل.

جدير بالذكر أن وثيرة الأيض السريعة عند الرضع تنخفض ​​بمعدل 3 في المائة كل عام حتى يصلوا إلى سن العشرين. و حتى المراهقة نفسها لا تغير هذا الإنخفاض. و أضاف الباحث “كنا نعتقد أن سن البلوغ سيشكل استثناء لكن رأينا العكس ”

يبدو أن إنفاق الطاقة يظل مستقرًا حتى سن الستين و حتى في فترة الحمل حيث قد يُعتقد أن الحمل يتطلب إنفاقًا أعلى. ومع ذلك فإن الدراسة تستبعد ذلك. و لا تبدأ وثيرة الأيض في النقصان حتى بلوغ سن الستين منذ ذاك تفقد 0.7 في المائة من طاقتها كل سنة و لهذا يحتاج الشخص ذو تسعين عام إلى سعرات حرارية أقل بنسبة 26 في المائة مقارنة بمن له خمسين عامًا.

ويلخص الباحث الأمريكي “هناك العديد من التغيرات الفسيولوجية التي تحدث مع تقدمنا ​​في العمر مثل البلوغ وانقطاع الطمث ومراحل أخرى من الحياة. والشيء الغريب هو أن تقويم مراحل التمثيل الغذائي في حياتنا لا يبدو أنه يتزامن مع تلك المعالم البيولوجية “

L’article دراسة: تأثير الطعام والوزن والنشاط البدني في عملية الأيض est apparu en premier sur فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.