“ومن الحنان الأمومي ما أفسد” وفي حالة الجريمة التي بين أيدينا، فإنها من حيث الوحشية بما كان، حيث تحول الإبن الى جلاد للأم وفي الذروة الى سفاح. هو ابنها الوحيد والذي صرفت عليه الغالي والنفيس.

اشتهرت “حسنية” التي كانت تشتغل بمؤسسة تعليمية “الآفاق”، كمنظفة للأقسام بــ “أمي حسنية” بحي دوار الدوم أحد الأحياء الهامشية بالعاصمة الرباط حيث تقطن.

لها إبن وحيد كتبت له كل ما تملك، لحبه لها. تزوج في المرة الأولى، لكن الزواج انتهى بالطلاق بسبب العنف الزوجي، وأثمر الزواج ابنا حسب ماصرحت به الزوجة الأولى لـ”فبراير”، الطليقة تبكي بحرقة على مصير أم زوجها، وتوريط ابنها البالغ من العمر عشر سنوات.

الابن الذي كان يعيش مع أبيه رفقة زوجته الثانية التي رزق معها ببنت وكانت حاملا خلال ارتكاب الجريمة. إنها تفاصيل مروعة استقيناها من عين المكان.

كل جيران الضحية الذين التقتهم “فبراير” خلال إقامة عشاء تأبيني لروح “أمي حسنية”، ببادرة من جيرانها، كانوا يقدرونها لسنها ولمكانتها كأمرأة كبيرة السن في الحي، يجمعون على كون الأم الضحية كانت تتعرض للعنف بشكل مسترسل منذ زواجه من إمرأته الثانية، وعندما كانوا يبلغون الشرطة كانت الأم تنفي تعرضها للتعذيب، مخافة أن يتم سجن إبنها الوحيد “عبد الواحد”.

قبل أسبوع من تعرضها للقتل على يد ابنها، حاول أن يرسلها للخيرية وهو ما تقبلته، إلا أن إدارة الخيرية رفضت استقبالها، بمبرر توفرها على سكن! إحدى الجارات تأسفت، لاقتناعها أنها لو قبلت في الخيرية، لما قتلت، خصوصا وأن أسباب قبولها كافية، بحكم أنها كانت تتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي.

تفاصيل الجريمة حسب الشهود الذين التقتهم “فبراير”، تعود لأسبوع من قبل، حيث اختفى أي أثر “لأمي حسنية”، وحسب الشهود فقد كانت محتجزة وتتعرض للضرب الذي خلف كدمات وجروح، ونحن في عين المكان، انخرطت إحدى الشاهدات التي عاينت الجثة في بكاء هستيري وهي تصف لنا حالة الجثة، وقالت : ” الغريب أن الابن  صورها وهو يعذبها ويقتلها. يكفي أن الطبيبة التي أنجزت التشريح صرحت لي بكونها لم ترى طيلة مشوارها المهني، آثار التعذيب على جثة ضحية بهاته الوحشية، بحيث كل أنحاء الجسد بما فيها المناطق الحساسة مملوءة بالكدمات والجروح الغائرة”.

الفيديوهات الرائجة بين أبناء الحي تؤكد مدى الوحشية التي كانت تعذب بها الأم من طرف ابنها وزوجته وبمساعدة الابن من الزوجة الأولى، والذي لم يبلغ سن التمييز القانوني بعد وعمره عشر سنوات، حيث يوثق فيديو للضحية وهي تحتضر وتطلب من الطفل أن يغطي جسدها “أيمن غطيني”. ليتم ختم المعاناة ليلة السبت الماضي بخنقها بوسادة، وحاول الابن رفقة زوجته إخفاء معالم الجريمة بتنظيف الجثة ووضعها على السرير، الذي لم يطأه جسدها وهي حية، حيث كانت تفترش درابيل في ركن من بيتها الذي وهبته لابنها الوحيد حسب إحدى الشاهدات.

إلا أن الكدمات واشتهار الابن الوحيد بتعنيف وتعذب أمه، جعلت أصابع الاتهام تتوجه إليه مباشرة بعد إخباره لزوجة خاله بوفاة أمه، لتتدخل أجهزة الأمن وتعتقله رفقة زوجته وابنه القاصر، حيث تم استنطاق الإبن، الذي يتم الاحتفاظ به بجناح الأحداث في إطار الحراسة النظرية. ونفس الشئ بالنسبة للابن وزوجته الحامل، اللذين يقبعان بالدائرة الأمنية في اطار الحراسة النظرية لاستكمال الاستنطاق حول ظروف وتفاصيل الجريمة من طرف الضابطة القضائية بأمر من النيابة العامة. في حين تم تسليم البنت الصغيرة التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات لأسرة الزوجة الثانية.

وكانت قد فتحت الفرقة الجنائية الولائية بمدينة الرباط، مساء أمس السبت، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد الأفعال الإجرامية المنسوبة لزوجين وابن أحدهما القاصر، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب جناية القتل العمد في حق الأصول.

وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه وحسب المعلومات الأولية للبحث، فإن المشتبه فيه الرئيسي البالغ من العمر 43 سنة، يشتبه في ارتكابه جناية القتل العمد باستعمال وسائل التعذيب في حق والدته البالغة من العمر 67 سنة، وذلك بمشاركة محتملة لباقي المشتبه فيهما وهما زوجته وابنه القاصر.

وأوضح البلاغ أن عناصر الشرطة القضائية حجزت تسجيلات وأشرطة موثقة بالهاتف تظهر الضحية مكبلة وفي وضعية بدون ملابس، كما تمت معاينة آثار بارزة للعنف عليها في مختلف أنحاء جسدها.

وأضاف أنه تم إخضاع المشتبه فيهما الراشدين للحراسة النظرية والمراقبة الشرطية بالنسبة للقاصر، رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، وكذا تحديد درجة ومستوى تورط كل واحد من المشتبه فيهم في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.

تقرؤون أيضا:

عذب وقتل والدته بمشاركة زوجته وابنه.. الشرطة تعتقل في الرباط المشتبه فيهم

The post تحقيق: قصة الفتى المدلل الذي قتل أمه بعد أن سجلت بيتها باسمه في الرباط appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.