قام وفد من المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب، السبت الماضي، بزيارة تفقدية لأشغال تهيئة فضاء معتقل “تازمامارت” وذلك في إطار تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في شقها المتعلق بحفظ الذاكرة.

ويرتبط اسم “تازمامارت” في أذهان الكثير من المغاربة بمشاهد مؤلمة وصادمة وثقتها كتابات بعض المعتقلين السابقين والذين قضوا فيه سنوات طويلة.

بعد نحو ثلاثين عاما على إغلاقه، يشهد المعتقل السابق عملية تهيئة وترميم تهدف إلى تحويله إلى “فضاء للفرح والحياة” بحسب ما جاء في كلمة لرئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على هامش زيارة قامت بها مؤخرا رفقة أعضاء من وحدة حفظ الذاكرة لذلك الفضاء.

يندرج مشروع تهيئة “تازمامارت” في إطار متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة بخصوص حفظ الذاكرة وعدم التكرار، ومن المرتقب أن يتم تدشين ذلك الفضاء في العام المقبل، وفق ما أفادت بوعياش التي أشارت إلى تقدم أشغال التهيئة بنسبة 95 في المائة.

“تازمامارت.. اسم لم تكن رنته غريبة على مسامعنا، فقد أُخبرنا ونحن في سجن القنيطرة بأن معتقلا عسكريا حمل هذا الإسم كان قيد البناء في تخوم الصحراء، غير أننا لم نشك لحظة واحدة أنه كان يبنى من أجلنا وأننا سنكون أول من سيتشرف بتدشينه”، هكذا استهل الضابط السابق، أحمد المرزوقي تعريفه لهذا المعتقل في سيرته الذاتية.

في سبعينيات القرن الماضي شهد المغرب محاولتين انقلابيتين انتهتا بالعديد من الإصابات والوفيات والإعدامات وأيضا الاعتقالات، وقد كان مصير معظم من اعتقلوا حينها “تازمامزت”.

و”تازمامارت” هو اسم معتقل كان سريا حينها، بُني على بعد 20 كيلومترا من مدينة الريش التابعة حاليا لجهة درعة تافيلالت.

ضم تازمامارت 58 معتقلا، وزعوا على عنبرين، كل عنبر كان يضم 29 زنزانة، وبحسب ما أورد أحمد المرزوقي في مؤلفه “الزنزانة رقم 10 ” ومحمد الرايس في كتابه “من الصخيرات إلى تازمامارت.. تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم”، فإن نزلاء ذلك المعتقل عانوا ظروفا صعبة جدا لم يتمكن البعض على تحملها وتوفوا.

ويوثق المؤلفان المشار إليهما مشاهد من معاناة المعتقلين، مع البرد والأمطار في الشتاء، والحر الشديد في الصيف، بالإضافة إلى الحشرات والثعابين والفئران التي كانت تتسلل إلى الزنازين أو بالأحرى “القبور” كما يصفها الرايس في كتابه.

وإلى جانب المعاناة مع البرد والحر والثعابين والفئران عانى المعتقلون أيضا من الأمراض التي كان عليهم مواجهتها من دون طبيب أو دواء.

ويدكر أن الكشف عن وجود معتقل “تازمامارت” شكل صدمة كبيرة في الفترة بين أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، وقد وصل الحديث عن هذا المكان الذي ظل سريا لسنوات طويلة إلى البرلمان المغربي حين طرح القضية السياسي اليساري محمد بن سعيد آيت إيدر.

The post تازمامارت من سجن سري إلى فضاء للفرح والحياة appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.