اندلعت بمدينة القنيطرة وتحديدا بالسوق الأسبوعي حد أولاد جلول، مجموعة من المشاجرات وأعمال السرقة، ونهب السلع وحالة من التدافع والمشاحنات.

في المقابل تزامن خروج مغاربة للاحتجاج بالشارع، مع ذكرى الحركة الشبابية 20 فبراير، التي انطلقت شرارها خلال فترة الربيع العربي.

وتعقيبا عن هاته الممارسات، قال الأستاذ الجامعي في علم النفس محسن بن زاكور، إن “خروج المغاربة للشارع بعد ارتفاع الأسعار، هو ليس وليد اللحظة بل مسألة تراكمية، فكما يعي الجميع عانت الطبقة المنهكة والفقيرة التي لا يتجاوز دخلها 3000 أو 4000 درهم للشهر الواحد، منذ مارس سنة 2020 لما يقرب السنتين، من تداعيات أزمة كورونا دون ذكر المحسوبين عن القطاع الغير المهيكل”.

وتابع بن زاكور في تصريح خص به “فبراير.كوم”، “هؤلاء الناس كانوا يعيشون اليوم بيومه، ما سرع بخلق أزمة مادية عندهم، لكن ما أجل خروجهم للشارع هو تضامن الدولة مع هاته الأسر التي خصص لها ما بين 800 درهم و1200 درهم كدخل شهري”.

وأضاف المحلل النفسي، “الآن الذي زاد الطين بلة هو أن تسوية الوضعية لم يتم بعد، حيث أن هناك كثيرين فقدوا مصدر رزقهم فيما أعلنت الشركات والمقاولات الصغرى كسادها وافلاسها، وفوق كل هذا ظهرت أشياء جديدة فاقمت المعاناة، من أهمها ظاهرة الجفاف التي أنهكت الفلاحين ناهيك عن العامل الصغير، ثم ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية خاصة الزيت والدقيق والخضر”.

وأشار بن زاكور إلى أن الأخطر من هذا على حد تعبيره، هو ما خرج به رئيس الحكومة من تصريحات تفيد بأنه يقوم بمختلف الوسائل الممكنة لتفعيل الاقتطاعات والطرد من العمل.

وأردف المحلل النفسي، “وبالتالي لم نكتف بالشق الاقتصادي وإنما أضفنا إليه الشق النفسي، من خلال الابتزاز والتهديد فكل هذه العوامل بمعية تخليد حركة 20 فبراير، هي تراكمات دفعت بالانسان المغربي، للخروج للشارع من أجل التعبير عن ما يخالجه من غضب”.

التحلي بالحكمة لتدارك المرحلة

وعن احتمالية تنظيم وقفات أخرى، استرسل الخبير “بالطبع ستكون هناك خرجات أخرى، في حالة لم تكن هناك حكمة متبصرة وخلية للتواصل من قبل الجهاز الحكومي مع الشعب، لأن سياسة القمع لا تعطي نتائج وما أقوله فهو بشهادات من خبرات العالم بأسره”.

وتابع بن زاكور، “على الحكومة أن تخرج بشكل تواصلي معقلن لتفادي أي تناقض قد يزيد من حدة غضب الناس، وبالتالي يجب نسج نوع من التهدئة في التواصل، ثم التدخل على المستوى الاقتصادي للوصول إلى توازنات معينة كما دعم الملك محمد السادس الفلاحة بمبلغ مالي معقول”.

وشدد بن زاكور، على ضرورة تعديل قانون المالية الجديد، حتى ولو بشكل رمزي لطمأنة الناس، مبرزا، “كما يجب التراجع عن التهديد واعتماد بدل ذلك السياسة الحكيمة والرشيدة، علاوة عن التضامن وتهدئة الأنفس”.

وخلص الأستاذ في علم النفس، “وبالتالي على الحكومة أن تعيد خلط أوراقها لأن الغرض هو الحفاظ على السلم الاجتماعي لا تهديده، لأن تهديد الناس في أرزاقهم هو أمر خطير جدا، فكما يعيي الجميع الكل يفضل الوظيفة العمومية لأنها رمز للاستقرار وضمان المستقبل، لكن اذا ما استمر شد الحبل بهذه الوتيرة فالأكيد أن العواقب لن تكون محمودة”.

سرقة الخضر بالقنيطرة

وحديثا عن ما وثقته عدسات الكاميرات بسوق حد أولاد جلول، قال بن زاكور، “لا نعرف السياق الحقيقي للواقعة، خاصة أنه نشر في ظرفية حرجة، ولا يمكننا الجزم في ما اذا كانت هناك أياد خفية وراء النشر لتجييش عاطفة المغاربة أم أن ما حدث حقيقة والمعلوم أن السلطات ستباشر في الأيام البحث للوصول الى خيوط القضية”.

وتحفظ بن زاكور عن الخوض في تفاصيل ما وقع، كونه لا يدري حقيقة ما حدث في عين المكان.

وبحسب المعطيات الأولية التي كشفت عنها السلطات المحلية، فقد شهد السوق الأسبوعي مشادات بعد “تسجيل تصرفات انتهازية ومضاربات غير عادية في أسعار بعض المواد والمنتجات الاستهلاكية من قبل عدد من الوسطاء، مما نتج عنه أحداث رشق بالحجارة عرفت مشاركة عدد من القاصرين”.

The post بن زاكور لـ”فبراير”..على الحكومة التواصل بشكل جيد تفاديا للاحتقان appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.