لم يكن يخطر ببال أحد من محبيه، أن رحيله سيكون مرا وقاسيا بتلك الطريقة الماكرة، وهو من صنع الحب والفرح في أجواء يخيم عليها الخراب والاكتئاب، فارس الراي الجزائري، الذي تغنى على إصداراته شباب المنطقة المغاربية، ابن مدين وهران، الشاب حسني شقرون، صاحب أغنية “صبرت و طال عذابي”.

سبع سنوات كانت كافية، لحفر مسيرة الشاب حسني في الذاكرة الفنية، خاصة في أوساط شباب عاشوا جيله، شباب في مقتبل العمر وعلى أهبة الاستعداد لمجابهة الحياة، غدرهم الحب فغرقو في ألم الفراق، كانت أغانيه تلامس وجدانهم وترمم ما أمكن جراحهم، فاكتسحت قلوبهم في وطأة الحرب والإرهاب.

ترك حسني عقب رحيله عن دنيا الناس، 300 تحفة فنية (أغنية) ما زال صداها يسمع حتى اليوم عند عشاق فن الراي، وخلفه شباب طائش يردد ألبوماته بعدد كل خيبة تسبب فيها الحبيب.

من أشهر أغانيه “البيضاء مون أمور”، و”مزال كاين الإيسبوار”،غنى للحب والسلم والصدق، رغم غيوم الحزن التي كانت تتدفق وقتها على الجزائر.

حبى الله عندليب الراي، بحنجرة ذهبية متفردة، كانت وجها للمقاومة ذاع صيتها رفقة أغانيه العاطفية، لكن رصاصة الإرهاب أبت إلا أن تخرصها إلى الأبد.

عانى حسني قيد حياته من قرحة الفراق.. فراق الزوجة والابن، وهذا ما زاد من عمق كلماته وجمال أغانيه التي تتعلق بحياته الشخصية ويقول في إحدى الأغاني: “محال نصبر على ولدي، بايت نبكي داك ما عندي، عولت الشيرة تهبلني”.

وكان الشاب حسني وجها للمقاومة ضد الإرهاب، لذلك كان رأسه مطلوبا بين الجماعات الإرهابية رفقة عدة مغنيين اختارو الفرار لفرنسا على عكس حسني الذي اختار الحياة البسيطة والعيش بين دروب مدينته.

رحل حسني عن الحياة لكنه لا يزال حيا بين قلوب عشاقه البسطاء ضحايا الحب وخدلان الأمل، غاب حسني وبقي إرثه الموسيقي للأبد يذكرنا بأن ليسبوار (الأمل) لا زال قائما، غاب حسني وترك محبيه يرددون أغنيته مزال سوفونيرك عند (لا تزال ذكرياتك عندي).

The post الشاب حسني..اغتيال جزائري ماكر لم يكف لإسكات ملك الراي appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.