هل إنقلب الرئيس حقا على الديموقراطية؟

إذا كان الجواب بنعم فنحن سلمنا بأن ما نعيش فيه هو حقا ديموقراطية! الديموقراطية على حد علمي لا تديرها الأجهزة السرية للأحزاب وأقصد طبعا حركة النهضة، والانتخابات كذلك ليست هي الديموقراطية، بل هي آلية للتداول على الحكم سلميا، أصبحت مع الأسف آلية للتداول على الشعب، لا غير.

الديموقراطية أيضا أسلوب حكم وأسلوب حياة ونظام وحوكمة رشيدة وتصدي للفساد والفاسدين وقبول الرأي المخالف، وعدم إلتجاء للعنف والاجرام والقتل، فلو سلمنا أننا نعيش في ديموقراطية يمكننا حينئذ أن نعتبر شكري بلعيد ومحمد البراهمي ضحايا للديموقراطية لا شهيدي وطن!

هل نحن أيضا في مسار ديموقراطي؟ لا أعتقد أيضا ذلك، لأن المسارات الديموقراطية تبنيها أحزاب ديموقراطية، وهو شرط غير متوفر في تونس.

خلاصة القول، لا يمكن الحديث عن إنقلاب على ديموقراطية غير متوفرة أصلا.

إذن إنه إنقلاب عسكري! لا أعتقد ذلك لأن الإنقلاب العسكري ينجزه الجيش ليفتك السلطة من المدنيين أو من عسكريين، وهذا لم يحدث لحد الآن، وحتى بالعين المجردة يمكن تفنيد ذلك. ما حصل إذن، في تقديري، هو أن الرئيس المنتخب، الذي يملك جزءا من السلطة، إستحوذ على الجزء الباقي منها، بتأويل سياسي للدستور، هذا الجزء الهام من السلطة الذي كان بيد الجهاز السري لحركة النهضة، تتصرف فيه بهواها ويستفيد منه الفاسدون والمهربون والارهابيين.

هل كان بإمكان الرئيس التصرف بطريقة مغايرة أو أكثر ليونة مع الوضع؟ لا أعتقد ذلك، فلقد فعل، صوابا، وبأقل الأضرار، هذه الأضرار التي يحضر لها الطرف المقابل، المتضرر من الوضع الجديد، والذي سيسعى جاهدا لتكبيد الدولة أفدح الخسائر، لذا علينا، أن ننتبه جيدا وأن نبدأ من الآن في التنظم وشد أزر الرئيس في ما يفعله، من أجل تونس.

عاشت تونس حرة مستقلة فليسقط العملاء والخونة زياد الراجحي

L’article الراجحي يكتب: من انقلب على من؟ est apparu en premier sur فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.