طرحت صحيفة “الباييس” الإسبانية، مجموعة من الأسباب المؤدية إلى التحول في المشهد السياسي المغربي وما سمته انهيارا عانى منه إسلاميو حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الثلاثية (التشريعية والجهوية والجماعية) التي جرت في المغرب في 8 شتنبر. 

من 125 نائبا إلى 13 فقط

قالت الصحيفة الإسبانية إن حزب العدالة والتنمية تحول من 125 نائبًا – من إجمالي 395 – إلى 13 فقط، مما يجعله القوة الثامنة في برلمان “شديد التفتيت”.

وأضافت أنه فقد رؤساء جماعات الدار البيضاء ومراكش وفاس وطنجة ومكناس وأكادير والقنيطرة وسلا وكذلك مئات الجماعات المتوسطة الحجم، لدرجة أنه في مدينة أكادير، أين ترشح أخنوش لمنصب رئيس المجلس الجماعي، فاز الأخير بنحو 38000 مقابل نحو 2000 فقط لحزب العدالة والتنمية.

وأوردت الباييس قائلة إن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية والرئيس السابق للحكومة، سعد الدين العثماني ، حصل على 4000 صوت فقط في دائرته، الرباط المحيط، مقارنة بـ 29910 صوتًا حصل عليها سلفه عبد الإله بنكيران، مشيرة في هذا الصدد إلى استقالة العثماني بمعية أمانته العامة في صباح اليوم التالي للانتخابات في وقت تظهر تكهنات حول احتمال عودة بنكيران.

وتشرح محللة السياسة المغربية مونيا بناني الشريبي، الأستاذة في جامعة لوزان السويسرية للصحيفة الإسبانية ، أن “الجميع توقع أن يخسر حزب العدالة والتنمية مجموعة من الناخبين، الذين انتخبوهم في 2011 و 2016، خاصة أولئك الذين اعتقدوا أن قادتهم كانوا مستقيمين ويمثلون أملًا في التغيير ضد الفساد “.

وتضيف المحللة السياسية للباييس أن ما لم تتوقعه هو خسارة حزب العدالة والتنمية أيضا للناخبين المتعاطفين أيديولوجيا مع الحزب الاسلامي، المنتمين للجمعيات الموازية له كحركة التوحيد والإصلاح، ذراعها الأيديولوجي.

ويعزو ديفيد جويري، عالم السياسة الفرنسي المرتبط بمركز التحليل المغربي تافرا وعضو مختبرات جامعة السوربون (باريس) هذا الانهيار في حديثه للصحيفة الإسبانية، إلى “رغبة الناخبين في معاقبة حزب العدالة والتنمية بسبب إدارته المحلية”، مضيفا أن “رؤساء المجالس الجماعية فضلوا وجودهم في البرلمان على الإدارة في مدنهم”.

قانون انتخابي جديد

وتقول “الباييس” أن بعض قادة حزب العدالة والتنمية ألقوا  باللائمة في النتيجة الرهيبة على قانون انتخابي اقترحته له وزارة الداخلية، أضرت من حيث المبدأ، بالأحزاب الكبيرة وفضلت الأحزاب الصغيرة، بيد أن هذا القانون عاد بالفائدة على حزب العدالة والتنمية وإلحاق الضرر بحزب التجمع الوطني للأحرار. 

كما حدد القانون حصصاً للنساء في القوائم الجهوية لمجلس النواب وبفضلها،  فإن 9 من نواب حزب العدالة والتنمية الـ 13 هم من النساء ما جعله  أكبر حزب به تمثيل نسبي أكبر للمرأة في البرلمان من الرجال. 

“حزب أكثر طواعية”

وقال الأستاذة الجامعية بياتريس تومي المتخصصة في الشأن المغربي، أن الحزب اتهم من مناصريه، بعد رحيل بنكيران من قيادة الحزب، بأنه أصبح حزبا “أكثر طواعية”، فضلا على ذلك فإن حزب العدالة والتنمية لم يجدد كوادره وقيادة الحزب منذ تسعينات القرن الماضي. 

ولتفسير الهزيمة  نبهت الأستاذة الجامعية، إلى أن قادة حزب العدالة والتنمية قد وافقوا على ثلاثة قوانين يمكن تفسيرها على أنها ضد إرادة جزء من ناخبيهم، الموافقة على الفرنسية كلغة مركبة في المهن التقنية – على حساب اللغة العربية لغة القرآن، وإضفاء الشرعية على استخدام القنب الهندي لأغراض صناعية، وقبل كل شيء ، تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المغربية.

ويسلط الخبير الاقتصادي رشيد  أوراز من المعهد المغربي لتحليل السياسات الضوء على حقيقة أن حزب العدالة والتنمية لم يف بوعوده في مكافحة الفساد وإصلاح الخدمة العامة. يوضح أوراز للصحيفة الإسبانية ، أنه وعلى الرغم من السيطرة على معدل التضخم في العقد الماضي، إلا أن الناتج المحلي الإجمالي للفرد ظل حوالي 3000 دولار في السنة ، “مما يعني أن القوة الشرائية للمواطن ظلت راكدة”.

ولخصت “الباييس” تفسيراتها لهذا التحول السياسي، بالقول إنه لا ينبغي البحث عن أسباب هجر الناخبين من حزب العدالة والتنمية في الأيديولوجيات، كون ناخبي حزب العدالة والتنمية كانوا دائمًا في الغالب في المناطق الحضرية، ويميلون إلى الحداثة، لكنهم توقفوا عن التصويت لهم عندما رأوا أنهم غير قادرين على إظهار أنفسهم مختلفين عن الأحزاب الأخرى ، التي تطمح فقط للحفاظ على كراسيهم في الوزارات ”. 

The post التحول السياسي في المغرب: أسباب انهيار حزب العدالة والتنمية appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.