أفردت صحيفة “الإسبانيول” تقريرا اليوم الخميس، عددت فيه التحديات التي ستواجه الممنلكة المغربية خلال السنية المقبلة، أولها إنهاء الأزمة مع إسبانيا، حيث قالت إن على الرباط تحسين علاقتها مع مدريد بعد الخلافات التي حدثت في عام 2021 بسبب قضية غالي، للحصول على اعتراف بـ”الصحراء الغربية”، وإنهاء المشاكل العالقة كالهجرة ومزارع الأسماك والتنقيب في المياه الإقليمية الجنوبية للمملكة.

بالإضافة إلى كل هذا، وفق الصحيفة الإسباني، بالنسبة للمغرب، فإن انتعاش قطاع السياحة وتعميم الحماية الاجتماعية مهمان للغاية أيضًا لتحسين النمو الذي يصبو إليه أخنوش رئيس الحكومة الحالي.

الأزمة مع إسبانيا

ولخصت “الإسبانيول” هذه الفقرة في تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الأخير أمام البرلمان لعرض موازنات وزارته وأولويات الدبلوماسية المغربية، عندما قال إن مسألة الصحراء المغربية “تأتي على رأس أولويات الدبلوماسية المغربية”، وتقدم الدولة مبادرتها للحكم الذاتي كحل وحيد لهذا الصراع، إذ ستحدد هذه الأولوية الأداء المستقبلي للدبلوماسية المغربية في إدارة علاقاتها الدولية والأزمة المفتوحة الحالية مع إسبانيا.

خفض التوتر مع الجزائر

التحدي الآخر للدبلوماسية المغربية هو تهدئة الأزمة الثنائية مع الجارة الجزائر بعد أن قطعت الأخيرة علاقاتها مع الرباط في غشت الماضي، في صراع يبدو أنه لن يحل على المدى القصير رغم محاولات وساطة من قبل بعض دول الخليج وإسبانيا، تضيف “الإسبانيول”.

وقالت إن المواجهة الثنائية بين القوتين في شمال إفريقيا أدت إلى تسريع سباق التسلح (زاد المغرب بنسبة 6٪ الإنفاق المخصص للدفاع في موازنات 2022، وهو ما يمثل 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، مقارنة بالجزائر التي خصصت 6٪ من ناتجها المحلي الإجمالي).

الحماية الاجتماعية

هذه الخطة التي أطلقها الملك محمد السادس في أبريل من هذا العام ، تشكل إحدى الأولويات الرئيسية لحكومة أخنوش الحالية لمواجهة تأثير الأزمة الصحية، والتي سيتعين عليه تنفيذها في السنوات الأربع المقبلة بتكلفة سنوية تبلغ 51 مليار درهم. 

يجب أن تشمل هذه الخطة، التي تم إطلاقها هذا العام، 22 مليون شخص بحلول عام 2022 يمثلون الفلاحين والحرفيين والأطباء والمهن المستقلة الأخرى لضمان العلاج الطبي والأدوية والاستشفاء، ويشكل تنفيذه تحديا للسلطة التنفيذية لضمان أموال الميزانية اللازمة لتمويل هذه الخطة الطموحة.

حصانة ضد كوفيد19

منذ بداية تفشي الوباء في 2020، حسب المصدر ذاته، تمكن المغرب من السيطرة على انتشار فيروس كورونا بفضل سلسلة من الإجراءات الصارمة وإطلاق حملة تلقيح سمحت بتحصين أكثر من 22.8 مليون مغربي،  لكن الخبراء حذروا مؤخرًا من بطء وتيرة تلك الحملة في وقت تنغمس فيه البلاد في الموجة الوبائية الرابعة مع انتشار أوميكرون.

في العام المقبل ، تواجه الحكومة مهمة محاربة انعدام الثقة بشأن اللقاح وإقناع أكثر من أربعة ملايين مغربي بالتلقيح.

الانتعاش الاقتصادي

وتابعت “الإسبانيول” بأن أحد التحديات التي يواجهها المغرب في عام 2022  تتمثل في الحفاظ على وتيرة الانتعاش الاقتصادي في سياق يتسم بتأثير كوفيد -19، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي المغربي بنسبة 6.3٪ في عام 2021 ، لكنه يشير إلى أن النمو في عام 2022 سيقف عند 3٪ ، وتعتبر التوقعات – التي تُعزى إلى الانخفاض المتوقع في الطلب المحلي – متواضعة مقارنة بطموحات الحكومة لتحفيز النشاط الاقتصادي والتشغيل والحفاظ على القدرة الشرائية للمغاربة.

حفظ السياحة

كان آخر قرار بإغلاق الحدود منذ 29 نونبر من قبل السلطات المغربية، من أجل منع انتشار متحور أوميكرون، بمثابة ضربة جديدة أدت إلى تفاقم الخسائر في السياحة، وبحسب أرقام وزارة السياحة فإن الوجهة المغربية استقبلت 3.7 مليون فقط

سائح حتى نهاية نوفمبر الماضي (مقابل 13 مليون في 2019)، وهو ما يمثل خسارة 50 مليار درهم من دخل القطاع، أحد المصادر الرئيسة للنقد الأجنبي.

وحذرت منظمة العمل الديمقراطيةمؤخرًا من أن 30٪ من المهنيين في القطاع أعلنوا إفلاسهم؛ في عام 2022، تواجه الحكومة المغربية المهمة الصعبة المتمثلة في تعزيز هذا القطاع وسط حالة عدم يقين كبيرة وبذل جهد في الميزانية للحفاظ على المساعدة للقطاع وإيجاد بدائل.

تعزيز فرص الشغل

يعد تطوير فرص الشغل من بين مهام الحكومة الجديدة في وضع يتسم بتداعيات كورونا التي تولد حالة من عدم اليقين، إذ تشير آخر توقعات المندوبية السامية للتخطيط إلى ارتفاع نصف نقطة في معدل البطالة ليقف عند 12.8٪ في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.

وتعتزم السلطة التنفيذية إطلاق خطة “أوراش” في أوائل عام 2022 والتي تهدف إلى ضمان وظائف مؤقتة لـ 250.000 شاب. وسيتكلف المشروع الدولة ملياري ونصف درهم.

تسريع خطة الطاقة

كان إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي في أكتوبر الماضي، والذي كان يزود إسبانيا بالغاز الطبيعي عبر الأراضي المغربية، بسبب انهيار العلاقات بين الرباط والجزائر، بمثابة ضربة للمغرب، وفق المصدر، إذ خسر نحو 200 مليون دولار سنويا كضريبة للمرور وجزء من الغاز الذي كان ينتج به 12٪ من الكهرباء.

ولمواجهة هذا الوضع الجديد، قامت الحكومة المغربية بمراجعة خطتها للغاز وخططها لإنشاء وحدة غاز مسال عائم إلى جانب تدابير أخرى لتحقيق إنتاج أكثر من 3000 مليون متر مكعب سنويًا من هذا الوقود بحلول عام 2040، وتواجه الدولة أيضًا التحدي المتمثل في تسريع خطتها الانتقالية للطاقة ومضاعفة الاستثمارات الدولية لخطتها الطموحة للوصول إلى 52٪ من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

كأس افريقيا

يواجه المنتخب المغربي التحدي المتمثل في تحقيق نتائج جيدة في كأس إفريقيا للأمم المقرر إقامتها في الكاميرون بين 9 يناير و 6 فبراير؛ وفي هذه البطولة، استدعى المدرب وحيد خليلودزيتش قائمة تضم 28 لاعبا، من بينهم بونو منير والنصيري لاعب إشبيلية والزلزولي لاعب برشلونة، الذي تم استدعاؤه لأول مرة.

لقد مرت 46 سنة منذ تتويج المغرب بطلاً لأفريقيا عام 1976، ويواجه خليلودزيتش مهمة صعبة تتمثل في محاولة الاقتراب من هذا الإنجاز، لكن المحللين لا يأملون في حصد الفريق الأول للبطولة، ويشيرون إلى أنه على الرغم من أن اللاعبين الدوليين المغاربة يلعبون في البطولات الكبرى لإسبانيا أو إنجلترا أو فرنسا، إلا أنهم ليس لديهم إلمام يذكر بالسياق الأفريقي.

دوري أبطال أفريقيا

قرعة CAF دوري الأبطال – التي ستقام بين فبراير وأبريل – وضعت نادي الوداد في المجموعة الرابعة مع بترو أتليتيكو وساجرادا إسبيرانكا (كلاهما من أنجولا)، ومع الزمالك المصري كمنافس رئيس.

من جانبه، وقع فريق الرجاء في المجموعة الثالثة حيث سيواجه وفاق سطيف من الجزائر وأمازولو من جنوب إفريقيا وهورويا من غينيا، التوقعات معلقة على الخضر (أبطال أفريقيا ثلاث مرات) الذين يسعون للحفاظ على هيمنتهم القارية والحمر لتكرار إنجاز 2017.

The post إعادة العلاقات مع إسبانيا ومقاومة أوميكرون و8 تحديات أخرى تواجه المغرب في 2022 appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.