وضعت ألمانيا الحكومة الإسبانية في مأزق يوم أمس الإثنين، من خلال تقديم دعم “غير مسبوق” للمغرب في قضية الصحراء المغربية، الأمر المتوقع على إثره أن تعود معه العلاقات المغربية الألمانية إلى سابق عهدها بعد شبه قطيعة دبلوماسية، بعد بيان وزارة الخارجية المغربية قبل 9 أشهر الذي اتهم برلين بالوقوف ضد مصالح المغرب في العديد من المسائل الجوهرية التي تهم المنطقة.

وقالت صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية بهذا الصدد، إنه وبعد اعتراف الإدارة الأمريكية في عهد ترامب، لم تدخر الدبلوماسية المغربية جهدا حتى تغادر الدول الأوروبية “منطقة الراحة” الخاصة بها، وهو تعبير استخدمه وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة، وتحذو حذو الولايات المتحدة.

واعتبرت “الكونفيدينسال” أنه وحتى وإن كانت إسبانيا أدخلت تغييرًا طفيفًا في لغتها حول الصحراء المغربية خلال الأشهر الأخيرة، فإن البيان الصادر عن وزارة الخارجية الألمانية، سيضع مزيدًا من الضغط على حكومة بيدرو سانشيز للقيام أيضًا بإيماءة لصالح المغرب في نزاع الصحراء، مشيرة إلى أنه في إسبانيا، يوجد سياسيون ذوو ثقل اشتراكي (الحزب الحاكم)، مثل رئيس الحكومة الأسبق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو أو وزير الدفاع السابق خوسيه بونو، الذين أظهروا تأييدا لحل قضية الصحراء المغربية من خلال الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب.

وتطرق تقرير “الكونفيدينسيال” إلى اهتمام الرباط بالموقف الإسباني بشدة، كونها “القوة الاستعمارية السابقة”، وبالتالي فإن جزءًا من المجتمع الدولي سيأخذ تصريحاتها على محمل الجد.

وفي ذات السياق، أضاف التقرير أن بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية ضاعف منذ الصيف اللفتات التصالحية تجاه المغرب، كان أبرزها رحيل وزير الخارجية أرانشا غونزاليس لايا من الحكومة، في يوليوز الماضي، عندما اعتبرت “الوحش الأسود” لسماحها بدخول إبراهيم غالي إلى مدريد للعلاج بوثائق مزورة.

وأورد ذات التقرير، أن ما لم تفعله السلطة التنفيذية الإسبانية هو تعديل أو تحديد موقفها بشأن الصحراء بشكل “علني”، ولا تزال تتماشى مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة،  لهذا السبب، حسب الصحيفة، “يطيل القصر الملكي المغربي، الأزمة مع إسبانيا”، حيث لم تعد سفيرة المغرب في إسبانيا كريمة بنيعيش إلى منصبها في مدريد ولم يحدد لوزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس موعد في الرباط لتمهيد الطريق للمصالحة.

وأشار تقرير الصحيفة الإسبانية إلى أن الرباط “أطلقت العنان لأزمة مع إسبانيا قبل عام، وفي مارس الماضي، فعلت الشيء نفسه مع ألمانيا؛ في ذلك الوقت، كانت السلطات المغربية منزعجة عندما علمت برد فعل ألمانيا على قرار ترامب”.

وذكر التقرير أنه، عكس الحذر الإسباني، دعا السفير الألماني لدى الأمم المتحدة، كريستوف هيوسجن، في دجنبر 2020 إلى اجتماع استثنائي لمجلس الأمن مخصص لهذه القضية، ووصف الصحراء بأنها أرض “محتلة” أرسل إليها المغرب “مستوطنين”، وحمّل الرباط مسؤولية استئناف الحرب، تصريحات تناسقة آنذاك مع نظيرتها من نيلز أنين، وزير الدولة للشؤون الخارجية السابق حينما قال بشكل أكثر “عنف” في مقابلة مع صحيفة “دير شبيجل”الألمانية “نرفض الاعتراف (اعتراف ترامب) على حساب أحد الطرفين” .

واعتبر التقرير الإسباني الدعم الألماني للرباط “بسيطا”، لأن تصريح وزارة الخارجية يشير أيضا، إلى أن “موقف الحكومة الفيدرالية في هذا الشأن ظل على حاله منذ عقود”، لكن الصحافة الرقمية المغربية، على غرار سلطات الرباط، حسب “الكونفيدينسيال”أبرزت الليلة الماضية الإشارات الإيجابية من المستشار الجديد في برلين.

وأشادت وزيرة الخارجية الألمانية الجديدة، أنالينا بربوك في بيان أمس الإثنين، بالعلاقة الثنائية التاريخية بين الرباط وبرلين، قائلة “مع خطة الحكم الذاتي المقدمة في عام 2007، يساهم المغرب مساهمة مهمة في اتفاقية سلام في الصحراء الغربية”. 

تقرؤون أيضا:

بعد قطيعة سبعة أشهر.. ألمانيا تدعو المغرب إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية

العلاقات المغربية الإسبانية..ركود مستمر وبرود قارس رغم جمالية التصريحات

The post ألمانيا تضع إسبانيا في مأزق بإعطاء المغرب دفعة غير مسبوقة في الصحراء المغربية appeared first on فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.