يسلط رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط،  محمد غاشي، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على انتظارات الشباب من الحكومة المقبلة، وأهمية مشاركتهم السياسية، وكذا دور الجامعة في إدماج هذه الفئة في المجتمع والحياة العامة.

1-مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، ما هي في نظركم، انتظارات الشباب من الحكومة المقبلة من حيث الحلول والبرامج؟

تعد الجامعة من أكثر الفضاءات ملاءمة للتعبير عن الآراء السياسية وانبثاقها. كما تتشكل هذه الأفكار من التبادل ومحاولات بناء الآراء التي يتم اكتسباها أو تعلمها داخل الحرم الجامعي.

وهكذا، نلاحظ الآن أشكال جديدة من انتظارات الشباب. في الواقع إنهم يتابعون باهتمام الوقائع السياسية على الرغم من أنهم قد يكونون بعيدين عن الممارسة السياسية. فهم يسائلون القضايا الاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية ويجسدون الخيارات السياسية في حياتهم اليومية.

كما يعبرون عن آرائهم وتوجهاتهم السياسية على الشبكات الاجتماعية أكثر من الفضاءات العامة. ويتساءلون أيضا عن الرهانات الرئيسية في المستقبل مثل التشغيل والصحة والتعليم.

يمكن تلخيص الانتظارات من الحكومة المقبلة في ثلاث نقاط رئيسية هي مستوى نمو اقتصادي قادر على ضمان الشغل والكرامة للجميع، وأنظمة للتعليم والصحة متفاعلة ومرنة، فضلا عن العدالة الاجتماعية.

2- في رأيكم أين تتمثل أهمية المشاركة السياسية؟

اعتبر أن المشاركة في الحياة السياسية تعد مفتاح الديمقراطية التشاركية في مجتمعات مثل مجتمعاتنا. فالشباب متابعين للشأن السياسي داخل الجامعة سواء بين زملائهم في الفصل أو مع الأساتذة. وبعبارة أخرى، يتعلمون التمتع بكامل حقوقهم خلال مرحلة اندماجهم في الجامعة، وبالتالي فإن هذا التمكن يمثل شكلا من أشكال ممارسة الحريات العامة داخل فضاء الجامعة .

كما تعزز المشاركة السياسية للشباب في المغرب في وقتنا الحالي التنمية المستدامة للمجتمع المغربي، وتتيح ضخ دماء جديدة في الأحزاب السياسية، وإعادة صياغة السياسة في صلب أنماط التنمية من خلال القدرة الخلاقة للشباب، ودينامياتهم وقدرتهم على إنتاج أفكار وبرامج وإجراءات ذات قيمة مضافة عالية.

3- كيف يمكن تحفيز الشباب على متابعة الحملات الانتخابية؟

يمكننا تشجيع مشاركة أكبر للشباب في الحملات الانتخابية عن طريق التحسيس والتكوين حول تنظيم الانتخابات، والحقوق ذات الصلة ، وكذلك حول الفوائد المواطنة والسوسيو اقتصادية لممارسة سلطة الناخب . في هذا الإطار، يتعين الإشارة إلى أن شعب القانون العام في كليات الحقوق التابعة للجامعة تقوم بمساهمة كبيرة في هذا الشأن.

وبالتالي، يمكن أن يكون الشباب أكثر انجذابا للمشاركة الفعلية في الانتخابات سواء كناخبين أو كأعضاء في الأحزاب السياسية.

ويمكن القول إن الشباب بانتخابهم لممثليهم يروجون للبرامج والألوان التي يدافعون عنها، وبانخراطهم في العمل الحزبي، فإنهم يعملون كرافعات لتطوير الأفكار والمبادرات والترافع، كما يسهمون في خلق دينامية في النقاش السياسي وإثراء برامج الأحزاب السياسية.

وعلى المستوى الجامعي ، أعتقد أنه من شأن التكوين على التربية المدنية والمهارات الشخصية التي يقترحها نظام البكالوريوس، الذي سيدخل حيز التنفيذ، تدريجيا، اعتبارا من شتنبر 2021 ، أن يشكل صلة وصل لا لبس فيها، لتكوين مواطن ملتزم وصالح ونشط في المجتمع.

في الواقع، من المفترض أن تعمل المهارات الشخصية ، التي تعد من مستجدات نظام البكالوريوس ، على تحسين قدرات الشباب من أجل الاندماج الناجح في الحياة السياسية والاجتماعية والمهنية.

في نفس السياق، تجدر الإشارة إلى أنه لدينا الآن داخل كليات الحقوق مصحات قانونية تشتغل في هذا الاتجاه، حيث تقترح ورشات عمل موضوعاتية أو كبسولات تهدف إلى تحسيس الشباب بالعملية الانتخابية وأنماط التصويت طوال الحياة الجامعية مع الاطلاع على الأجندة السياسية ( الاستحقاقات الانتخابية).

4- في نظركم ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة في إدماج الشباب في الحياة العامة؟

لطالما حظي الاهتمام بالسياسة والقضايا السياسية بمكانة مهمة في بحثنا الأكاديمي والعلمي، حيث لدينا ثلاث كليات للحقوق داخل جامعتنا (سلا، السويسي، أكدال).

وتساهم وحدات التكوين في الإجازة والماستر والدكتوراه في تكوين الشباب على المشاركة المواطنة في الحقل السياسي.

كما تستضيف الجامعة أنشطة وفعاليات علمية وأكاديمية تعمل على شحذ قدرات الشباب على الانخراط في الحياة السياسية، وبالتالي فإن تطور أشكال النقاش العمومي داخل المؤسسات الجامعية لفائدة الشباب حول مواضيع اقتصادية وسياسية تساعدهم على اكتساب المهارات السياسية.

وهذا يزيد ثقتهم وانفتاحهم على الشخصيات السياسية ، واستعدادهم للنقاش والنقد البناء، الأمر الذي يصقل شخصيتهم ويزودهم بوسائل الاندماج في الحياة السياسية.

كما نساهم من خلال توقيع عقود شراكة مع الهيئات السياسية والبرلمان والسلطات العمومية والمنظمات غير الحكومية، بشكل أساسي في هذا الرهان المتمثل في إشراك شبابنا في الحياة العامة والسياسية.

L’article أربعة أسئلة حول الانتخابات يجيب عنها محمد غاشي est apparu en premier sur فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة.

Read More

التصنيفات: World

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.